د. محمد أحمد الزعبي/عضو مكتب الثقافة والاعلام / حزب البعث العربي الاشتراكي الاردني
في ظل انشغالنا في ما يجري لأهلنا في غزة وعموم فلسطين من تدمير وقتل وإبادات جماعية من دولة الصهاينة التي ترتكب الجرائم بدعم من دول الاستعمار التاريخية بشكل علني ومن دولة الفرس التي تساند الصهاينة ( من راء حجاب). ولا يخفى على أحد أن الحقد الفارسي على الأمتين العربية والإسلامية حقد تاريخي دفين وأن ادعائهم تسترهم خلف الاسلام وآل بيت وهم منهم براء ما هو إلا بطاقة دخول مسمومة ومدروسة لعقول وقلوب الساذجين من المسلمين الذين يحبون آل البيت لأنهم منتمين لرسول الله علية الصلاة والسلام، أما الفرس فهم أعداء حقيقين للإسلام ولآل البيت وهذا العداء له جذوره في التاريخ ولا مجال للدخول بها في هذا المقال.
وسبب كتابتي لهذا المقال هو تلك الحشود على الحدود الاردنية العراقية تلك الحشود الساذجة التي لا إرادة لها فيما تفعله فهم مجموعة مسلوبي الإرادة ممنوع عليهم التفكير إلا في اتجاه واحد وهو ما يقوله ( السيد) وهم لا يمثلون عشائر عراقية ولا ينتمون للعراق بل يتخفون بالزي العربي العراقي الأصيل كما تخَفى غيرهم من قبل فالعربي الأصيل بعيد عن الخيانة لأنه عربي وأصيل والخيانة ليست من شِيَم العرب ولا من طبعهم ، فها هم أذناب الحشد الايراني يهددون باقتحام الحدود الشرقية للأردن بحجة أنهم يريدون الذهاب لتحرير غزة وها هم اليوم يقفون أمام دخول ناقلات النفط للأردن كوسيلة ضغط على الاردن لفتح الحدود أمام هذه الميلشيات الفارسية التي تدعي أنها قادمة لتحرير غزة وفلسطين.
فإذا كانت النوايا الفارسية حقيقية فها هو الخائن لأمته ودينه( نصر الله) يهدد لبنان ويعيث فيها خراباً بدلا من تهديد دولة الكيان لماذا لا يذهب إليه المحتشدين على الحدود الاردنية، وها هم في سوريا أيضا فلماذا لا يذهبون من خلال سوريا لتحرير غزة، إلا أن هذه الميليشيات وهي من سرايا قتل فارسية مهمتها لا تقل عن مهمة الصهاينة إن لم تكن أكثر خطورة وأعتقد أنها كذلك فمهمتها قتل العرب والمسلمين في كل مكان يرفع فيه اسم الله من جانب ديني.. وتدمير اي مؤشر للحضارة العربية من جانب آخر، فالمحتشدون على الحدود الاردنية العراقية هم ميليشات معروفة وهم ما يسمون أنفسهم ( النجباء والحسين وحزب الله ... الخ ) وجميعهم ميليشيات قتل فارسية يمتلكون مختلف أصناف الأسلحة ومدربين تدريب حقيقي على القتل والتدمير وإحداث الفتن الداخلية في أي دولة يتواجدون بها وأعمالهم تشهد عليهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ما يجب أن نعرفه في الأردن أن هذه الحشود ليست عربية وليست عراقية إنما هم ميليشيات قتل فارسية تأتمر بأوامر الفرس وتنفذ ما يقول السيد بلا وعي ولا تفكير، وقد تم بناء هذه الميليشيات عبر السنين منذ احتلال العراق حيت تم منحهم أسماء وجوازات سفر عراقية وتم إعدادهم لهذه الأيام، فها هم أشقائنا العراقيين بيننا منذ عشرات السنين وحتى قبل احتلال العراق يعيشون ما نعيش ويشاطروننا همومنا وقد أصبحوا جزء من بنية الأردن الاجتماعية والإقتصادية وغيرها ، بينما ميليشيات الحشد الشيعي المحتشدة على الحدود الشرقية للأردن هم الخطر الذي يهدد أمن الأردن وهو بعيد عنهم بعون الله لأن الشعب الاردني بكل مكوناته هو شعب متماسك ومهما كان الإختلاف في الفكر والاتجاه إلا أن الأردن خطوط حمراء وليس خط واحد ولن ينال من أمنه ووحدته أي عابث مهما كان عرقه أو انتماؤه ، فالمطلوب إذا هو الوعي الشعبي الأردني ومحاربة كل أنواع وأشكال التفرقة والفتنة وعدم السكوت عليها مهما كانت صغيرة وموقف حكومي صارم تجاه أي عابث يحاول النيل من أمن الأردن فالفتن تبدأ صغيره وتنمو لتصبح حالة، حمى الله الأردن من كل الفتن والخزي والعار لكل المتمترىسين مع الصهاينة ومن يساندهم.