يا جماهير شعبنا العربي الاردني الحر الأبي
 
يحتفل الاردن في هذا اليوم الأغر الخامس و العشرين من أيار / مايو بذكرى عيد الاستقلال
السادس و السبعين و الذي جاء ثمرة كفاح أبناء شعبنا و تضحياته الجسيمة على مدار عقود من الزمن .
تعود علينا هذه الذكرى اليوم و نحن نعاني الأمرين من أوضاع اقتصادية مزرية ناتجة بالمقام الاول عن نهج التبعية و الارتهان لصندوق النقد و البنك الدوليين التي مارستها الحكومات المتعاقبة و هو ما ينذر بحدوث عواقب خطيرة غير محمودة مع الارتفاع القياسي في أسعار المواد الأساسية .
إن التردي الاقتصادي الذي يعيشه الاردن هو حقيقة لا يمكن تجاهلها في ظل هذه الظروف المعيشية القاسية الصعبة و هو أمر يدفعنا إلى المطالبة بوضع حد لمسلسل الفساد المنهجي المنظم الذي تمارسه تلك النخب النيو ليبرالية في بلادنا و الذي أثبت فشله و اخفاقه الذريع .
أيها الرفاق و الرفيقات و يا أبناء شعبنا الحر الأبي و في الوقت الذي يرزح فيه الاردن تحت ظل أزمة اقتصادية خانقة تعكس إفلاس النهج الحكومي في هذا المجال فإن قطرنا العربي الاصيل يواجه اليوم تحديات أمنية خارجية و تهديدات تحيط به من كافة الاتجاهات على يد العصابات المسلحة العميلة التابعة للنظام الإيراني و القادمة من الأراضي السورية و التي لا يسعنا إلا أن نستنكرها و نشجبها بأقسى و أشد العبارات مع التذكير بأننا في حزب البعث العربي الإشتراكي كنا أول من حذر و دق ناقوس الخطر من الزحف الصفوي الفارسي المتمدد باتجاه المشرق العربي و لا سيما بعد غزو و احتلال العراق جمجمة العرب في العام 2003 للميلاد.
لقد شكل التهديد الشعوبي الفارسي لنظام الملالي الحاكم في طهران منذ وصول سدنة ولاية الفقيه إلى مقاليد الحكم في طهران خطرا داهما محدقا بمجمل منظومة الأمن القومي العربي و نحن مدعوون اليوم إلى الالتفاف حول قواتنا المسلحة الباسلة في مواجهة هذا التهديد الوجودي لمصيرنا و مستقبل أجيالنا و لكن شريطة ألا ينسينا ذلك و لو لوهلة واحدة العدو الصهيوني القابع إلى الغرب منا فوق أرض فلسطين السليبة الحبيبة قضية العرب المركزية الاولى .
إن تصاعد الاعتداءات الصهيونية على مقدساتنا في ارضنا العربية المحتلة ضمن مخطط منهجي منظم لتهويد الأرض و تهجير شعبنا العربي الفلسطيني منها يقتضي منا أن نحشد الطاقات و نعبئها في مواجهة هذا العدو الغاشم مع ضرورة التذكير بأن ما يمارسه حكام تل أبيب و نظراؤهم في طهران ينبع من معين واحد يتمثل في الحقد العنصري البغيض على العروبة و الاسلام مهما تبدى لنا من خلافات مفتعلة مصطنعة بين الطرفين بغية ذر الرماد في أعين أبناء أمتنا العربية المجيدة حاملة لواء الرسالة الخالدة المتجددة.
و في نهاية المطاف لا يسعنا إلا أن نتوجه بأحر التحيات إلى أبناء شعبنا المجاهد الصابر المرابط على ثرى فلسطين و في أردننا العربي الاصيل و هو يكافح كفاحا مريرا دفاعا عن حقه المشروع في حياة حرة كريمة طيبة على ثرى أرضه الطهور .
عاش الاردن عربيا حرا أبيا و عاشت فلسطين حرة عربية من نهرها إلى بحرها
المجد و الخلود لشهدائنا الابرار و الخزي و العار لاعدائنا الاشرار .
القيادة العليا لحزب البعث العربي الإشتراكي الاردني ، عمّان
25 أيار 2022