على إيقاع ملحمة التضحية والمقاومة الدائرة هذه الأيام في فلسطين المحتلة، و برغم كل مساعي أعداء أمتنا لتصفية القضية الفلسطينية، وإحالتها إلى عناوين تكرس استعباد ونهب أمتنا العربية، إلا أن شعبنا العربي الفلسطيني يثبت في كل يوم بأنه حامل شعلة المقاومة والمجابهة لهذا العدو بكل تفرخاته وعلى رأسها الكيان الصهيوني ووهمه بالخلود، وهاهم أهلنا القابضين على مجد المقاومة في الضفة الغربية يزفون إلى صفحات المجد والتاريخ الشهيد تلو الشهيد، مسلحين بالإيمان بالنصر عبر طريق المقاومة بكل الوسائل اللازمة لذلك.

وفي الوقت الذي تنهال فيه محاولات أطراف عربية مطبعة، وقوى إقليمية ودولية احتواء الحالة الفلسطينية ومنح الكيان الصهيوني الفرصة للاستمرار بالعدوان من خلال لقاء النقب والزيارات التي قام بها قادة الكيان والضغط الأمريكي، يأتي الرد من أرضنا العربية المحتلة ، عبر سلسلة من العمليات الفدائية البطولية من مختلف المدن الفلسطينية كاسرين أسطورة الأمن الصهيوني، ومثبتين حقائق التاريخ الأزلية المبنية على الحق المطلق في الإجابة على هذا الصراع في فلسطين، في تكامل مع قوى المقاومة لأمتنا العربية الخالدة، على طريق تحرير الأمة والنهضة بها لمستقبل لا نهب فيه لمقدرات الأمة وثرواتها، ولا استعباد لشعوبها، ولا هويات فرعية تقض مضجعها، فقد أثبتت ثنائية المقاومة والإرادة في الميدان قدرتها على إسقاط كل مشاريع التسوية والتفريط، وقدرتها على الردّ على مخططات الاجتثاث والتركيع التي يتولاها جيش العدو الصهيوني وقادته المجرمون منذ عقود، بدعم سافر من الدول الاستعمارية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية.

إن الغاء معاهدة وادي عربة وكل موجباتها، أصبح مطلبا وطنيا وشعبياً أكثر من أي وقت مضى، نظراً للأخطار المتزايدة التي تشكلها الأطماع الصهيونية التوسعية على سيادة الاردن وأمنه واستقراره، وعلى القضية الفلسطينية، وعليه فإن أحزاب الائتلاف تعبرّ عن إدانتها لكل أشكال التطبيع مع العدوّ الصهيوني في جميع المستويات، وندين في ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية قرار وزارة الأوقاف الأردنية بمنع الاعتكاف بالمسجد الاقصى، إلا في العشر الأواخر من شهر رمضان الأمر الذي يعطي الفرصة للعدو الصهيوني، وقطعان المستوطنين استباحة المسجد الاقصى، وإقامة ما يسمى القرابين في إطار الخرافة التوراتية لإعادة الهيكل المزعوم.

وفي هذا الوقت الذي يخوض فيه الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة معركة الدفاع عن مقدسات الأمة، فإن ائتلاف الاحزاب اليسارية والقومية يتوجه بالتحية لهذا الشعب البطل الصابر، رأس الرمح في المواجهة مع أعداء الأمة، ونؤكد على أن اللغة الوحيدة الصالحة للتعامل مع هذا العدو هي لغة المقاومة على طريق التحرير وإنهاء المشروع الصهيوني السرطاني في جسد أمتنا العربية، وونعيد ونؤكد على ضرورة وحدة الفصائل الفلسطينية على أساس مشروع وطني أساسه المقاومة.

ونهيب في إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية بجماهير شعبنا العربي الأردني لدعم كل أشكال المقاومة في فلسطين المحتلة، والتأكيد على وحدة الكفاح المشترك بين الشعبيين الأردني والفلسطيني، وكل الشعوب العربية في المعركة ضد العدو الصهيوني، باعتبار فلسطين هي الطريق للوحدة العربية التي تمثل الرد الحقيقي على أعداء الأمة الذين يستهدفون الوطن العربي بالتقسيم، والتفتيت، ونهب ثرواته ومقدراته.

عاش الأردن سداً منيعاً مستقلاً

عاشت فلسطين حرة عربية.

المجد والخلود للشهداء الأبرار.

الناطق باسم إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية

أمين عام حزب الحركة القومية/ ضيف الله الفراج

عمان 15/04/2022